Al Sharim

الشيخ سعود الشريم في رثاء الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى

يـاعـبـلُ لا تـلـومـي إنْ نـسـيـنـا
هـــواكِ حـيــن كـنــتِ تعـذلـيـنـا
يـاعـبـلُ لا مـــلامَ فــــي جــفــاءٍ
فـفـيــنــا مـــايـــروّعُ الـجـنـيــنــا
يـاعـبـل لا وصـــال فــــي بــــلاء
رزيــنــاً بـالـخـطــوب سـادريــنــا
تالله مـــاطـــاب لـــنـــا مـــنـــامٌ
يـــحـــقُّ لـلـمــنــام أنْ يـبــيــنــا
وزهَّـــد الـصـفـيَّ فـــي تــــلاقٍ
نـــــــوازلُ تــبـــلِّـــغُ الـيـقــيــنــا
إنْ تـسـألـي يـاعـبـلُ مـادهـانــا
فلتسـمـعـي الـبـكــاءَ والأنـيـنــا
ولتبـصـري العـيـونَ شاخـصـاتٍ
حـسـيــرةً مــمـــا بـــــه رُزيــنـــا
كي تعلمي المصابَ في جموعٍ
ولـتـعـذري إن كــنــت تـعـذريـنـا
بـفـقــد شــيــخٍ عــالــم جـلـيــلٍ
مـــوســـداً بــقــبـــره دفــيــنـــا
أتــــاه مـايـجــوب كــــلَّ حـــــيٍّ
بالـمـوت حـيـن يـقـطـعَ الوتـيـنـا
مـحـمــد الـصــالــح يـالـقـومــي
لقيـنـافـي الـمـصــاب مالـقـيـنـا
لــــو أنــنــا نُــقــرُّ فــــي فــــداء
فـيُـفـتــدى بـالــمــالِ والـبـنـيـنـا
لكـنـه الـمـمـات لـيــس يُـجــدي
فــداؤنـــا الـمـكـفَّــنَ الـقَـطِـيـنـا
آل عـثــيــمــيــن ألا فـــصـــبـــراً
عــزاؤكـــم مـصـابُــنــا عِــزيــنــا
حـبــر وبـحــرٌ للـجـمـيـع رحــــبٌ
نــــــراه إذ نــــــراه مـسـتـبـيـنـا
فإن تسل فـي النحـو ذاك طـود
والـفـقـهُ صـــار ثـوبَــه المـتـيـنـا
يـقـول بالنـصـوص فـــي ثـبــاتٍ
دلــيــلـــه أنــبــانـــا أو رُوِيـــنــــا
يُـــدارسُ الـعـلـوم كــــلَّ حــيــنٍ
ويـقـهـرُ الـبـاطـلَ فـيـنــا حـيـنــا
لـــم تنـثـنـي قـنـاتُـه اصـطـبـاراً
يقـيـمـهـا الــدهــورَ والـسـنـيـنـا
يُـجــلُّ بالـعـلـم عـلــى افـتـخـارٍ
يُــحـــبُّ بـــالألـــوفِ والـمـئـيـنــا
يــقــوم إنْ جــــنَّ بــــه ظـــــلامٌ
لله يـــقـــرأ قـــولَـــه الـمُـبـيــنــا
كـتـابُـنـا ســلــتْ بــــه قــلـــوبٌ
مـــــا آن لـلـقــلــوبِ أن تـلـيــنــا
لله يــالــقــومــي مــادهـــاكـــم
ألا تــرون الـخـطـب حـــلَّ فـيـنـا
ألا تــــرون الأرض بــعــد هـــــذا
تـنـاقـصــتْ بــمـــوتِ عـالِـمـيـنـا
ويـكـلــمُ الـقـلــوبَ أن تــلاقـــي
بموتـهـم فــي العـلـم جاهلـيـنـا
بجهـلـهـم تـسـاقـط الأنــاســي
واسـتـسـمـنـوا ذا ورمٍ ثـخـيـنــا
فــلـــم يـــــع لــهـــازمُ الـبــرايــا
لـم يستبينـوا الـغـثّ والسميـنـا
أبــــرم لــنــا يـاربــنــا شـيــوخــا
أمــثــالَــهُ يـــجــــدِّدون ديـــنــــا
كي نستفيق في الـورى وهـذا
دواؤنــــا مــــن بــعــد ماعـيـيـنـا
لـــن أغـفـلــنَّ يــاأُخــيَّ حـتـمــا
عــن دعـــوة للـشـيـخ ماحيـيـنـا
إن قـائـمـاً أو قـاعــداً أو راقــــداً
وادعـــوا لـــه يــاقــومُ قانـتـيـنـا
بـمـثـلــه فـلـتـخـتـمـوا حـــيـــاةً
لاتـخـتـمـوا بـمــثــل مـطـربـيـنـا
شــتّــان بــيــن عــــازفٍ بــعــودٍ
حـيـاتُــه أهــــواكِ لــــنْ ألـيــنــا
وبــيــن مــــن حـيـاتــه جــهـــادٌ
ويُـبـصــر الـطـريــقَ إنْ عـمـيـنـا
فـارحـم إلــه العالمـيـن شـيـخـاً
ولتـجـزهِ فـــي الـعــدن علِّيـيـنـا
بـفـضـلـك الـعـظـيــم يـاإلــهــي
زوِّجـه فـي الجـنـةِ حــوراً عيـنـا
واخلف لنا في المسلمين خيـراً
بالله قــولــوا إخــوتــي آمـيــنــا
ثــــم الــصــلاة بـعـدهــا خــتــام
عـلــى الـــذي نـفـديـه والـديِـنـا

No comments: